رحلتنا الهنية إلى برج ساك فايفه بمدينة بيدن كوبف





د . عدنان جواد الطعمة



قبل أكثر من عشر سنوات سافرت مع زوجتي العزيزة لأول مرة لزيارة برح ساك فايفه Sackpfeife الذي كان برمته من الخشب القوي الضخم والمتين والصخور والأحجار




الجميلة وكان سطح البرج مكشوفا ليست عليه قبة ولا محاطا بالزجاج . أصبحت تلك الزيارة ذكرى حلوة و رومنسية في ذاكرتي ، لأن الطيبعة كانت ساحرة و أشجار الغابات



كانت خضراء يانعة والبرج جميلا للغاية . إلتقطت للبرج و الطبيعة المجاورة والمحيطة به عدة صور بالأفلام الملونة و أتذكر أنني قمت برسم إحدى لقطاتي بالألوان الزيتية



و بحجم صغير في يوم 6 يناير 2002 . وهذه الصورة إلتقطتها من شباك السلم عند صعودنا إلى سطح البرج . و بعد عودتنا من زيارة البرج الخشبي فوق الجبل في قرية





أويس التابعة لمدينة بوتسباخ يوم الأربعاء الموافق 14 آب 2013 قلت لزوجتي الكريمة دعينا نقوم برحلة جميلة لزيارة برج ساك فايفه الذي زرنا قبل أكثر من عشر سنوات .





وفي فجر اليوم شاهدت السماء صافية و الجو حسنا . و بعد تناولنا الفطور سألتني زوجتي العزيزة هل ترغب أن نسافر اليوم لنزور برج ساك فايفه Sackpfeife أجبتها




بنعم لكي نعيد ذكرياتنا الجميلة و نطلع على تطورات البرج و المنطقة . بدأنا نتناقش حول موقع البرج و عن الشارع المؤدي إليه . راجعنا بعض الخرائط ثم قلت لزوجتي





إتصلي بابن خالتك لأنه كان مع زوجته يزور صديقه وعائلته في مدينة بيدن كوبف .
ومن حسن الحظ وجدنا أقصر طريق يؤدي إلى وصولنا إلى برج ساك فايفه .




قالت لي زوجتي علينا أن نزور إحدى مريضاتها في المستشفى لمدة ربع ساعة ونستفسر منها عن أحوالها . إن مريضتها سيدة كبيرة في السن رسامة وشاعرة




شعبية و تحب الموسيقى و تعزف على البيانو . توكلنا على الله وسافرنا بسيارتنا في حدود الساعة التاسعة و النصف وتوجهنا إلى المستشفى و صعدنا إلى غرفة مريضتها





التي سعدت بزيارتنا . كانت المريضة جدا متعبة ولم تنم الليلة وحالتها الصحية غير مرضية . وضعنا كرسيين بالقرب من سريرها ثم سألناها عن صحتها وتحدثت إلينا بأنها





متعبة وعليها شرب كاسا من الدواء و كوبا قهوة باردة لأنها لم تستطع أن تنام الليلة الماضية . قامت زوجتي الكريمة بإعطائها الدواء جرعة بعد جرعة و القهوة أيضا جرعة




بعد جرعة . وبعد إنتهائها من شرب دوائها والقهوة قالت لنا مشكورة لا تتأخرا عن رحلتكما فتوكلا على الله . وهكذا ودعناها وتمنينا لها الشفاء العاجل لأن لديها غدا عيد




هذه اللقطة رسمتها بالألوان في 6 يناير 2002




ميلادها . و بالفعل توكلنا على الله وأنا بطبعي آية الكرسي و الفاتحة والتوكل على الله في كل رحلة أقوم بها . وصلنا ساك فايفه في الساعة الحادية عشر تقريبا ثم حملت



كامرتين و عدسة كبيرة مقربة تحزمت بها وسرنا إلى برج ساك فايفه ، لكني شعرت بصدمة وإحباط عندما قارنت صورة برج ساك فايفه المخزونة في ذاكرتي مع تعمير البرج



وصبغه باللون الأبيض من الخارج والداخل وأصبح شكله مختلفا عن السابق . و عندما صعدنا إلى سطع البرج فوجدنا أن قمة البرج وسطحه مغطاة بقبة خشبية جميلة


و بألواح الزجاج اللامّاع ولم نشعر بالريح والهواء العذب . وعندما كنت أريد إلتقاط الصور كانت ألواح الزجاج تعكس الضوء وكنت أشاهد نفسي وكأني أمام مرآه . المهم حاولت



التقاط بعض اللقطات ثم بدأنا بالنزول على درجات السلم . كانت نوافذ السلم غير نظيفة من الخارج بسبب الأمطار و الرياح ، ومع ذلك إلتقطت بعض اللقطات . ومن أعلى درجة

من السلم إلتقطت صورا لدرجات السم إلى السفل . وعندما وصلنا إلى آخر درجة قمت بتصوير السلم ودرجاته من الأسفل إلى فوق . وصارت الصور جدا رائعة كما ستشاهدون

. ثم خرجنا من البرج والتقطت عدة صور جميلة للطبيعة الغناء . كان ذلك في الساعة 12 تماما . قلت لزوجتي دعينا نزور قصر المدينة و متحفها على اعلى جبل وإذا وجدنا هناك



مطعما نتغدى . تم الإتفاق بيننا وتحركنا إلى القصر المرتفع جدا والمطل على المنطقة . بعد زيارتنا للمتحف الأهلي صعدت إلى أعلى برج للقصر أي إلى سطحه الرائع . ومن



هناك إلتقطت بعض اللقطات للمدينة و أحيائها والسهول والمزارع والغابات و غيرها . ثم نزلت إلى زوجتي و خرجنا من القصر واتجهنا إلى مركز المدينة في حدود الساعة الثالثة





عصرا و جلسنا في المطعم الصيني و تناولنا أكلة خفيفة و شربنا الماء . ثم غادرنا المطعم وتوجهنا إلى مدينتنا التي وصلناها في حدود الساعة السادسة لله الحمد .