بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


التعريف بعلم المواريث:
المواريث هي علم بأصول فقه و حساب يُعرف حق كـل وارث من التركـة و يسمى بعلم الفرائض. و الفرائض جمع فريضة ، و هي مأخوذة من الفرض الذي له معاني عديدة كالتقدير و الإنزال و التبيين و
الإحلال و كل هذه المعاني موجودة في هذا العلم ، ففيه السهام المقدرة و الإعطاء المجردة عن التعويض، و قد أنزل الله تعالى فيه القرآن و بين لـكل وارث نصيبه و أحله له.

و إذا كانت العبادات و المعاملات هي أحكام الحياة ، فإن مسائل التركات من أحكام الممات.

و قد اعتبر علم الفرائض علم شريف ، و هو إن كان جزءًا من علم الفقه لكنه لامتزاجه ، نظر الناظرين فيه من الفقه و الحساب صار كأنه مستقل، فلذلك أفرد له العلماء التأليف        و يعرف علم الفرائض بأنه الفقه المتعلق بالإرث و علم ما يوصل لمعرفة قدر ما يجب لكل ذي حق في التركة . فهو العلم بقسمة المواريث فقها وحسابا ، وتظهر فائدته في إيصال نصيب كل وارث إليه .

أما موضوعه فقال ابن عرفة ، أن موضوعه التركات لا العدد فالتركة هي التي يبحث في هذا العلم عن العوارض اللاحقة لذاتها من كونها تنقسم على حسب ما يخلفه هالكها متعلقا بها  فمدار علم الفرائض على قسمة التركة ، فمن لم يترك تركة فليس لهذا العلم بالنسبة إليه موضوع .

أهمية  علم  الميراث :
علم الفرائض من أجل العلوم الشرعية و قد ظهرت قواعده في الآيات: 11-12-176  من  سورة النساء حيث  تحتاج معرفتها لبذل جهد و صبر كبير ، لذلك اعتبر بعض العلماء علم  الفرائض فنا مستقلا ، كما  يطلق على علماء الفرائض "الفرضيون".
و قد تولى الله تعالى قسمة  المواريث بنفسه و لم يتركها  لأحد من خلقه ، لأن البشر مهما أرادوا أن يحققوا العدالة فإنهم لن يبلغوا أو يصلوا إليها على الوجه الأكمل، و لن يستطيعوا أن يأتوا بمثل هذه العدالة، لأنهم يجهلون أمر الآباء والأبناء و لا يعرفون أيهم أقرب لهم نفعا.
فالله تعالى إذا قسم عدل وإذا أعطى أرضى فهو الحكيم العليم ، و قد اعتنى به الدارسون اعتناءا. كما حث النبي صلى الله عليه و سلم على تعلمه حيث قال : " تعلموا العلم وعلموا الناس       و تعلموا الفرائض و علموها الناس، و تعلموا القرآن وعلموه الناس فإني امرؤ مقبوض،   و العلم سيقبض و  تظهر الفتن، حتى يختلف اثنان في فريضة لا يجدان أحدا يفصل بينهما"، و قال صلى الله عليه و سلم  " العلم ثلاثة  و ما سوى ذلك فهو فضل آية  محكمة أو سنة قائمة أو فريضة عادلة " .
و قد اهتم الصحابة بالفرائض و كان أشهرهم زيد ابن ثابت.

شكرا لمرورك اخى كمال

دام دائما يارب