ما يمر به مجتمعنا أعتقد أنه أشبه بالخيال وأقرب إليه من الحقيقة

للأسف الشديد أن الواقع يلزمنا بالإعتراف أن تلك المفارقات حقيقية ولا يمكن الشك بها

عندما تطلب مني واحدة من شقيقاتي أن أذهب بها إلى مركز صحاري للتسوق فإنني أسير حينها مذهولا من جرأة

بناتنا في لباسهن والمتمثل في بناطيل السترتش والجينز الملاصق لأجسادهن حرسهن الله وحفظهن بحفظه

لا أدري بأي منطق يفكر أولئك البنات وبأي حق يلبسن مثل هذا اللباس .

دعو عنكم البناطيل فالأمر وصل إلى أكبر من ذلك وخرجت لنا التنانير القصيرة والبرمودا ووووو

قبل فترة كنتُ في نزهة عائلية في متنزه الفانتزي لاند وكان الموقف هناك رائع جداً لإجراء مقارنة فريدة من نوعها حول البنطلون العلماني والكلوت الاسلامي وأيهما أستر للبنت .

كان المكان وسط الملاهي والألعاب الترفيهية

البنت في الغالب حين تود الركوب إلى واحدة من الألعاب فإنها تدعي الحشمة ولا ألومها على ذلك فتبدأ تخمخم عباءتها وتلف بها على جسدها وما أن تبدأ اللعبة بالدوران وتنتهي من ذلك فإن البنت تصل إلى حالة هستيرية أجزم حينها أنها لا تعرف أين رأسها من قدميها والدوار قد اصابها لا محالة .

ونأتي هنا إلى موعد نزول البنت من اللعبة

فصاحبة البنطلون تنزل بكل ثقة حتى ولو خرج كل جسدها من بين عباءتها وظهر جسدها العاري المصبوغ بألوان متعددة .ولكنها تبقى ألوان يختبئ فيها لون جسدها الأساسي

أما صاحبة التنورة أو القميص أو الجلابية فإن نزولها يعد أمراً كوارثياً للغاية فبمجرد مد رجليها إلى الأرض تريد النزول من اللعبة فإن ذلك يعني أمراً واحد لا ثاني له وهو انكشاف عورتها أمام من تحرم عليه

الأمر ينطبق أيضاً عند نزول المرأة من السيارة وكذلك الأمر يتكرر لدى كافة العوائل التي تفضل الجلوس على الأرض في منزلهم

لا أخفيكم أنني من أشد الناس حقداً وكراهية في الماضي على كل امرأة تلبس بنطلوناً أو ضيقاً سواءاً عند أهلها أو في السوق أو أي مكان ... ولكنني اليوم أرى أن اللباس الضيق وربي أستر بألف مرة من قميص فضفاض لا يوجد تحته إلا قطعة قماش صغيرة لا تستر إلا عورة المرأة المغلضة وهي معرضة للتكشف في أي لحظة .

لا أدري لماذا يحب الرجل أن يستر نفسه في لباسه أكثر من المرأة ولماذا المرأة تكره لبس السروال الطويل تحت ملابسها الخارجية .

المرأة للأسف معرضة لحوادث عديدة سواءاً أكانت على الطرق أو حالات إغماء أو حريق أو مرض عارض فلماذا لا تستعد قبل حدوث أي مكروه .

أتذكر قبل ثلاث سنين وأنا عائد من المزرعة مررنا بحادث أليم وكان فيه أكثر من أربعة نساء وهن من عائلة تُعد من أكثر عوائل المملكة حفاظاً على الدين والخلق ولكن هل ينفعهم ذلك الحفاظ على دينهم فمنظرهم حينها يثير اللإشمئزاز أكثر من الرحمة والشفقة .

لا أدري في الحقيقة بأي منطق يفكر نساء هذا الزمان والمشكلة أن غالب من تلبس التنانير تكره من تلبس البنطلون وهي تعرف وتعلم جيداً وخصوصاً إذا ما كان البنطلون فضفاضاً وواسعاً بأنه أكثر ستراً من لباسها .

أقسم لكم بالله أنني مقهور جداً مما شاهدته في مدينة الألعاب

ما شاء الله عباءة رأس وستر وحشمة ولكن حين تنزل فإن الوضع يستجدي البكاء لحالها