عوده من جديد وبديه جديده |
اخر المواضيع | ||||||||
|
مرحبا بك الى منتديات حروف شائكه | |||||
مرحبا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى.. |
شاطر |
12/4/2014, 7:00 pm | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: شعر شعر أنا و المدينة هذا أنا ، وهذه مدينتي ، عند انتصاف الليل رحابة الميدان ، والجدران تل تبين ثم تختفي وراء تلّ وريقة في الريح دارت ، ثم حطت ، ثم ضاعت في الدروب ، ظل يذوب يمتد ظل وعين مصباح فضولي ممل دست على شعاعه لّما مررت وجاش وجداني بمقطع حزين بدأته ، ثم سكت من أنت يا .. من أنت ؟ الحارس الغبيّ لا يعي حكايتي لقد طردت اليوم من غرفتي وصرت ضائعا بدون اسم هذا أنا ، وهذه مدينتي ! كان لي قلب على المرآة بعض غبار و فوق المخدع البالي ، روائح نوم و مصباح .. صغير النار و كلّ ملامح الغرفة كما كانت ، مساء القبلة الأولى و حتّى الثوب ، حتّى الثوب و كنت بحافّة المخدع تردّين انبثاقة نهدك المترع وراء الثوب و كنت ترين في عيني حديثا .. كان مجهولا و تبتسمين في طيبة و كان وداع ، جمعت اللّيل في سمتي ، و لفّقت الوجوم الرحب في صمتي ، و في صوتي ، و قلت .. وداع ! و أقسم ، لم أكن صادق و كان خداع ! و لكنّي قرأت رواية عن شاعر عاشق أذلّته عشيقته ، فقال .. وداع ! و لكن أنت صدقت ! *** و جاء مساء و كنت عل الطريق الملتوي أمشي و قريتنا .. بحضن المغرب الشفقي ، رؤى أفق مخادع التلوين و النقش تنام على مشارفها ظلال نخيل و مئذنة .. تلوّي ظلّها في صفحة الترعه رؤى مسحورة تمشي و كنت أرى عناق الزهر للزهر و أسمع غمغمات الطير للطير و أصوات البهائم تختفي في مدخل القرية و في روائح خصب ، عبير عناق ، و رغبة كائنين اثنين أن يلدا و نازعني إليك حنين و ناداني إلى عشّك ، إلى عشّي ، طريق ضمّ أقدامي ثلاث سنين و مصباح ينوّر بابك المغلق و صفصافه على شبّاكك الحرّان هفهافه و لكنّي ذكرت حكاية الأمس ، سمعت الريح يجهشّ في ذرى الصفصاف ، يقول .. وداع ! *** ملاكي ! طيري الغائب ! حزمت متاعي الخاوي إلى اللّقمة وفت سنيني العشرين في دربك و حنّ عليّ ملّاح ، و قال .. أركب ! فألقيت المتاع ، و نمت في المركب و سبعة أبحر بيني و بين الدار أواجه ليلي القاسي بلا حبّ ، و أحسد من لهم أحباب ، و أمضي .. في فراغ ، بارد ، مهجور غريب في بلاد تأكل الغرباء و ذات مساء ، و عمر وداعنا عامان ، طرقت نوادي الأصحاب ، لم أعثر على صاحب ! و عدت .. تدعني الأبواب ، و البوّاب ، و الحاجب ! يدحرجني امتداد طريق طريق مقفر شاحب ، لآخر مقفر شاحب ، تقوم على يديه قصور و كان الحائط العملاق يسحقني ، و يخنقني و في عيني ... سؤال طاف يستجدي خيال صديق ، تراب صديق و يصرخ .. إنّني وحدي و يا مصباح ! مثلك ساهر وحدي و بعت صديقتي .. بوداع ! *** ملاكي ! طيري الغائب ! تعالي .. قد نجوع هنا ، و لكنّا هنا اثنان ! و نعرى في الشتاء هنا ، و لكنّا هنا اثنان تعالي يا طعام العمر ! ودفء العمر ! تعالي لي ! لمن تغني ؟ ! من أجل أن تتتفجّر الأرض الحزينة بالغضب ، و تطلّ من جوف المآذن أغنيات كاللّهب ، و تضيء في ليل القرى ، ليل القرى كلماتنا ، ولدت هنا كلماتنا ولدت هنا في اللّيل يا عود الذرة يا نجمة مسجونة في خيط ماء يا ثدي أمّ ، لم يعد فيه لبن يا أيّها الذي ما زال عند العاشره لكنّ عينيه تجوّلتا كثيرا في الزمن يا أيّها الانسان في الريف البعيد يا من تعاشر أنفسنا بكماء لا تنطق و تقودها ، و كلاكما يتأمّل الاشياء و كلاكما تحت السماء ، و نخلة ، و غراب ، و صدى نداء يا أيّها الانسان في الريف البعيد يا من يصمّ السمع عن كلماتنا أدعوك أن تمشي على كلماتنا بالعين ، لو صادفتنا كيلا تموت على الورق أسقط عليها قطرتين من العرق ، كيلا تموت فالصوت إن لم يلق أذنا ، ضاع في الصمت الأفق و مشى على آثاره صوت الغراب ! كلماتنا مصلوبة فوق الورق لمّا تزل طينا ضريرا ، ليس في جنبيه روح و أنا أريد لها الحياة ، و أنا أريد لها الحياة على الشفاه تمضي بها إلى شفه ، فتولد من جديد ! يا أيّها الانسان في الريف البعيد ! أدعوك أن تمشي على كلماتنا بالعين ، لو صادفتها ، أن تقرأ الشوق الملحّ إلى الفرح شوقا إلى فرح يدوم فرح يشيع بداخل الأعماق ، يضحك في الضلوع كي تنبت الأزهار في نفس الجميع كي لا يحبّ الموت إنسان على هذا الوجود ولدت هنا كلماتنا لك يا تقاطيع الرجال النائمين على التراب المائلين على دروب الشمس ، و البط المبرقش ، و السحاب فوراء سمرتك الحيّية يلتوي نهر الألم و بجانب العينين طير ، ناصع الزرقه مدّ الجناح على اصفرار كالعدم و هفا ليرتشف الدموع إنّي أحبّك أيّها الانسان في الريف البعيد ! و إليك جئت ، و في فمي هذا النشيد يا من تمرّ و لا تقف عند الذي لم يلق بالا للسكرارى و الستائر و الغرف و أتى إليك ، إلى فضائك بالنغم نغم تلوّعفي فؤادي قبلما غنّيت لك فأنا الذي عالجت نفسي بالهوى ، كي تخرج الكلمات دافئة الحروف و أنا الذي هرولت أيامنا بلا مأوى ، بدون رغيف ، كي تخرج الكلمات راجفة ، مروّعة بكلّ مخيف ، و أنا ابن ريف ودّعت أهلي وانتجعت هنا ، لكنّ قبر أبي بقريتنا هناك ، يحفّه الصبّار و هناك ، ما زلت لنا في الأفق دار ؟ أين الطريق إلى فؤادك أيّها المنفيّ في صمت الحقول لو أنّني ناي بكفّك تحت صفصافه ! أوراقها في الأفق مروحة ، خضراء هفهافه لأخذت سمعك لحظة في هذه الخلوه ، و تلوت في هذا السكون الشاعري حكاية الدنيا ، و معارك الانسان ، و الأحزان في الدنيا ونفضت كلّ النار ، كلّ النار في نفسك و صنعت من نغمي كلاما واضحا كالشمس عن حقلنا المفروش للأقدام ، و متى نقيم العرس ؟ و نودّع الآلام ! مقتل صبي الموت في الميدان طنّ الصمت حطّ كالكفن و أقبلت ذبابة خضراء جاءت من المقابر الريفيّة الحزينة ولو لبت جناحها على صبيّ مات في المدينه فما بكت عليه عين ! الموت في الميدان طنّ العجلات صفّرت ، توقّفت قالوا : ابن من ؟ و لم يجب أحد فليس يعرف اسمه هنا سواه ! يا ولداه ! قيلت ، و غاب القائل الحزين ، و التفت العيون بالعيون ، و لم يجب أحد فالناس في المدائن الكبرى عدد جاء ولد مات ولد ! الصدر كان قد همد وارتدّ كفّ عضّ في التراب و حملقت عينان في ارتعاب و ظلّتا بغير جفن ! قد آن للساق التي تشرّدت أن تستكن ! و عندما ألقوه في سيّارة بيضاء حامت على مكانه المخضوب بالدماء ذبابة خضراء !! الموضوع الأصلي : شعر // المصدر : منتديات حروف شائكة //
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|