أين أيامك؟؟؟ قال : لقد طال بـك الزمان فأين أنت في زحمة الأحوال ؟؟ .. فقلت : أنا ما زلت معك في السودان مركب الأهوال .. ولكني أتواجد في زاوية من زوايا التهميش تحت الركام .. وتلك المصائب والمحن ما زالت تشكل حائلاَ يمنع التلاقي في رياض الأمن والسلام .. لا أراك ولا تراني لأننا نتصارع في بحار شديدة العتمة والقتام .. وتلك الأمواج عاتية وعالية تمنع التلاقي كما تمنع لحظات الوئام والكلام .. والحياة ظالمة وقاسية لا تفرق بين أبناء الحلال وأبناء الحرام .. وذلك الحنين لأيام السعادة والهناء يشدك ويشدني رغم ويلات الظلام .. ولكن هيهات هيهات أن تعود صفوة الألبان لضروع الأنعام .. فتلك الأيام قد ولـت حين كنا نزرع السودان بالأحـلام .. كنا نقول دائما ذلك السودان هو سلة غذاء الأنـام .. فإذا به سلة الويلات وسلة الدموع للأرامل والأيتـام .. وتلك دموعك ودموعي تتساقط لتختلط بتراب الأرض تحت الأقدام .. تشتكي الأنفس من كثرة الركض خلف غايات الحياة كما تشتكي من كثرة الارتطام .. وتلك دوائر المصائر تستدير في دوامة تفقد ضوابط الاتزان والاحتكام .. وشيمة الويلات تلفحك وتلفحني بزوابع مهلكة تطول بالدوام .. ثم نقول في أنفسنا غداّ ذلك الفجر فإذا بالفجر يقبل بعتمة وظلام .. وتلك الأعمار تمضي بنا في وتيرة الويلات فوق مزارع الألغـام .. إذا ضحكنا مـرة في العمرة فتلك ضحكة تجلب العجب في ساحات الآلام .. كيف نضحك لحظـة وتلك الأحزان تحيط بنا مدى الساعات والأيام .. وفي حوبة الأحداث والنوازل قد نرحل عن هذه الدنيا والآخرون قد رحلوا منذ تلك الأعوام .. قد راحوا واستراحوا من بيئة الأنات والآهات في وطن المحبة والسلام .. يسأل السائل عن الرفاق هل رحلوا عن هذه الدنيا أم بقوا في جملة الباقين في ساحة الأسقام ؟! .. وقد يظن أنه الراكب الأخير في قطار المـوت ينتظر صافرة الختـام .صباح الفل والياسمين صباح الجمعه.....