كان جحا لا يفارقة حماره لا في الليل ولا في النهار وذات مرة خرج جحا في رحلة ليلية و حماره تحته لا يتعب ولا يشكو ربما لأن جحا كان يغني له دائما ويربت كتفه كان الليل ساكنا هادئا فنظر جحا الى السماء اللامعة المتناثرة والقمر بينها كأنه الأمير فقال جحا لنفسه لماذا لا أصعد الى القمر وأطل من هناك على الأرض فكر جحا وفكر لا بد من طريق يوصله الى القمر فرأى من بعيد تله عالية قد انعكست عليها أضواء القمر فقرر الصعود عليها لأنها فيما يظن قريبة من القمر ولكن التلة عالية فهل سيقوى حماره على تسلقها يا جحا أن تسير ببطء وألا ترهق حمارك وتابع طريقه وهو يغني حتى لم يبق بينه وبين القمة سوى خوات قليلة عندما بلع جحا القمة أحس بالفرح الشديد لأنة سيحقق رغبته في الوصول الي القمر ومن هناك سيرى العالم كله ولما رفع رأسه الى القمر فوجئ بأن القمر لا يزال عاليا جدا فماذا يفعل قال جحا لنفسه ان حماري أعلى مني فاذا وقفت على ظهره ورفعت يدي الى الأعلى فربما لمست القمر ونفذ جحا هذه الخطة ولكنها لم تفلح فالقمر لا يزال بعيدا ينظر الى جحا ويسخر منه ظل جحا واقفا على ظهر حماره يمد يديه عاليا ويدوس على رؤوس اصابع رجليه فيخفق في كل هذه المحاولات فينزعج جحا ويختل توازنه واذا به يهوى من على هظر حماره على الأرض ويصيح متألما وقف جحا خائبا يتلمس جسمه ويضغط على مواضع الألم وينفض ثيابه من الغبار ولما ركب حماره وهبط من التل نظر الى القمر الضاحك وقال له يبدو أن الصعود اليك بهذه الطريقة مستحيل يا عزيزيجحا يصعد الى القمر