ألام تمزقني إلى أشلاء و تهديني من الوجع الكثير
كلماتي تتمايل على إيقاع الأشجان و الأحزان
الطيور تغرد حزنا على شرفة ذكرياتي
و أنا أرقص :
رقصة الوداع و الفراق لحبيب غادر بابي راحلا
رقصة العتاب لمن وهبته قلبي فأهداني من السموم كؤوسا لا تنتهي
رقصة حنين و شوق لمن رميت عند قدميه كبريائي و غروري
رقصة ألم لمن رحل و أنا أناديه و أتوسل إليه الرجوع إلى أحضاني
أحببت فجاءني الحب مستهزءا و جعلني سخرية أمام نفسي
قادني إلى حيش الأمال تعد عيوبا و الأماني مذلة
رفعني إلى أعالي السماء و حلق بي بين الغمام
بنى لي قصورا من الأحلام و صور لي سعادة زائفة تنمحي بعد حين لا محالة
ثم و بكل قسوة أزال الغشاوة عن عيني و رماني إلى القاع ذليلة منكسرة ألم حطام سفينة حبي
مشيت على طريق الحب ظننته يوصلني إلى جنة الحياة الدنيا فأنعم بنعيمها و أفرح بيها حينا
فوجدتني واقعة على مشارف الهاوية يلفني الظلام في قماش من حرير مطرز بالأشواك
أطلقت لساني ليحكي وعن أحلامي فلم يتحدث بغير الألم و الوجع ينسف بي
عانقني الشوق و الحنين بمجاعة أزلية لسجاني و مسبب أغلب أوجاعي
جوع لن يشبعه غيره و هو من خان الحب و العشرة و رحل تاركا وراءه جسدا بلا روح جثة هامدة تتحرك
الحب الّذي عبدته و أخلصت له يوما خدعني و أنا من ظننته أصدق المشاعر
أفرحني لحظة ليبكيني سنوات طوال أربع سنوات مريرة
و أنا أنتظر على شرفات السبيل المسافر لعله يعود الحبيب لعله يحن و يرجع إلى مملكة عشق مجنونته
السماء بكت حزنا و الشمس حبيسة خلف قضبان الغيوم تنتظر الإفراج لتنير شمعة حياتي لكن كيف السبيل ؟!
بي ما لم يعرفه إنسان غيري بي حزن و ألم و حنين و شوق
أراني وحيدا في محنتي منفردا في غرامي بعيدا عن معذبي
عصفت بي الأيام و كسرتني الأحلام و قتلني شوقي إلى محبوب طال غيابه
آه من حبيب أحببته ففرشت له جسدي أرضا تحميه من عثرات الدنيا
آه من حب رفعني إلى مقام السعادة برهة ثم غرس قفي أنياب الفراق و أوجاعه
و سقاني : كأسا من العذاب .. كأسا من الهجران .. كأسا من العتاب .. و بحارا لا تنضب من الشوق الدامي
آه من حب جعلني ذليلة بعد أن كنت ملكة فوق عرش القلوب
فصرت خادمة لقلب عذبني و خانني أطلب الرحمة و العطف لمن أحبه حتى لقب بالمجنون العاشق لويلاه
مرت بي السنوات كما الجحيم لا تنتهي و تشتد عذابا كل ثانية و دقيقة
هي أربع سنوات حارقة و الشوق لجلادي يقتلني ببطئ لا ينتهي
أربع سنوات أنتظر حبيبا آبى الرجوع لينير مملكة نبضي و يبعث فيها الروح
كم كنت غبية حين قلت أني سأدوس قلبه و أقتلعه من الجذور و أنسى معشوقي
كم كنت جاهلة حين حلفت يمينا أني لن أنسى أو أسامح فعلته النكراء و سأرميه من حياتي
لو فقط يرجع بي الزمن أربع سنوات إلى الوراء لاحتضنت محبوبي و لما تركته يرحل عني
اليوم و بعد أن ذقت ويلات الفراق و حرقتني نيران الشوق عرفت أن الحب نهر لا ينتهي
أعرف الآن أني أحبه بقدر ما كرهت فراقه و شربت من مره و عانيت من أوجاعه
أحبه بقدر ما سهرت عيني تنتظره عند ناصية الشارع لعله يعود يوما فأضمه إلى قلب مغرم به
أحبه بعدد الثواني و الدقائق و الساعات التي عاشها الإنسان مند أقدم العصور و الحقب
لو قالوا أن البعد عن الحبيب ينسي الحب و يدفنه في مقبرة النسيان
سأقول لهم كذب من قال فها أنا اليوم لا أزال أبكي دما حارا لغيابه بعد أربع سنين متواصلة من الفراق
لا أزال أنتظره و أرتجف انتظارا و تتسارع دقات قلبي كلما رن هاتفي برقم غريب أحسبه له
يا همسة السطر الأخير مهما التقينا و تعاهدنا و جمعتنا الذكريات فيبقى الوداع يلوح بالجوار يلغي كل ما سبق
رسالة أخيرة لحبيبي الغائب :
ما أزال أحبك رغم الفراق و الهجر و الخيانة لأن قلبي آبى أن يعترف بغيرك حبيبا و سلطانا على عرش فؤاده حاولت كرهك غالب الأوقات لكن يا ويلاه من إحساس رفض الانصياع لعقلي و مجد اسمك سنينا للأسف لا أزال أحبك رغم أنك لا تستحق حبي أحبك رغم كل ما صنعته بي نفسي لا تزال تائقة إليك رغم طول غيابك و كثرة أغلاطك
من أعماق قلب(ن) ليس له قاع
ودي و احترامي