اذا

هو الوادع

اذا هذا كل شيء

تلك هي النهاية

المصير الذي سبق وان حذرتك منه

كنا نتحداه ولا نخشاه

ذلك الذي كنا نتلافاه معا

كنا نتعاهد ان لا نقبل به مهما كانت الظروف

كنا نتعاهد ان نقف في وجهه اقوياء

كنا نظن اننا سنهزمه

كنا وكنا وكنا

لكنه اصبح الان لزاما

كفكف دموعك

واصغي لبعض مما اقول

كلانا يرفضه بشدة


لكنه حين حل كان قويا على حساب ضعفنا


وحين كنا نرفضه كنا اقوياء في وقت ضعفه

اذا هو الوداع

والانقطاع

والرحيل بلا لقاء

اتعلم يا سيدي

العلاقة بيننا كالارض التي إن لم نتعاهدها سويا تموت

ويصيبها الجفاف

كما اصابنا سويا

اؤمن يقينا

ان الثقة اساس تلك العلاقة

ومتى مافقدنا الثقة

انفض كل شيء

ومات كل شيء

وتكسر كل شيء

فأين تلك الثقة بين الاحباب والاصحاب

وقد سلبتها اسئلتك المتكررة

وظنونك الكثيرة

وافكارك التي رامت الى البعيد البعيد

هو الوادع

وحين ارى تلك الدموع في عينيك

اعلم يقينا انني وانت سنحتاجها

لا لأننا نعيش لحظاته الان

بل لأاننا وبعد كل تلك اللحظات

والصداقة الحقيقة

والاخوة الجميلة

وكل ذلك لم يشفع لنا بالبقاء

المشاعر يا صديقي لاتقبل الاخطاء

كالألغام الخطأ الاول هو الخطأ الاخير

وبعض الاخطاء تكسر الزجاج

فلا مجال ان يعود كما كان

وفي عالمي الصغير

قناعتي تقول

ان الثقة اساس كل علاقة

ولما تسبقنا تلك الاخلاق

ان لم تقف في وجه الاتهامات تصد وتذب

ولما علينا ان نبرر مواقفنا ان لم تفعلها تلك الاخلاق التي كانت اساس تلك العلاقة

ولماذا اكون على خلق ..واخلاقي وارصدتها لديك لم تشفع لي

ففشلنا في أول اختبار

فشلا ذريع

اذا هو الوداع

حيث ينتهي كل شيء

وتمحى الذكريات

واجمل اللحظات

ويغلق ملفك تماما كما ستفعل انت بملفي

لتطوي صفحة النسيان

تعابير وجهك ونداء قلبك من الاعماق لن تجدي

فقد جفت العواطف وانتهت

اصعب الشعور

في قادم السطور

انك حين تقدم كل شيء وتكتشف انك لم تقدم شيء

وحين تخلص التعامل بقلب نقي لا يحمل من ملوثات الشعور والعاطفة شيء

وحين يحضر الغياب

قيل في السابق

التمس لاخيك سبعين عذرا

ولم اجدك قد فعلت بعذر او اثنين

تبرر الغياب انه لا مبالاة

وحين نلتقي

لم تنصف الحضور وقد انصفت الغياب

ولانصف قلبي

فانا اعلم حقيقة ذلك القلب العليل

حين قدم لك اطهر ما يكون من التعامل

لم يبحث فيما ليس من حقه

ولم يقترب خارج محيطه

حين يصغي فهو يهدي اليك قلبه

وحين يتحدث فهو يعف نفسه عن الحديث حتى لا تتذمر

لا يملك الاسئلة التي لا تمت اليه بصلة

ان صافحك فيمينه طاهرة بيضاء نقية

وان عاتبك فعتابه من اجلك لا من اجله

وان جاملك فهو كثير المجاملات على حساب نفسه حتى يرضيك في وقت لم تسمح له الظروف بان يرضيك

ولم تجامله انت

لا اذكر انه طلب منك شيئا

ولا اعلم انه اغضبك فيما يخصك فلا عليك فيما يخصه

الم يقدم لك سعادتك التي كنت تبحث عنها ولم تجدها الا معه

كان الاوفى والاقرب

والاهم

انه اعطاك الامان الذي لم تجده مع غيره من القلوب

ثم حان الوداع

وترك احدنا الحبل

فلم يعد سبيلا للوصال

فالجرح الذي احدثه عتابك عميق

حد الرحيل

وحد انفضاض المجلس

وحد النسيان

فمن انت

حقيقة لا اتذكر من تكون

سوى انك احدى ضحايا الوداع

الذي رغب بالعودة

ولم يجد

ذلك المكان الذي كان بالامس القريب يقطنه

ويزاوره

كلما اكتفى جراحا من المحيطين به

جاء ليريح جسده المتخم بالجراح

بعد ان مات الشعور

بعد ان اوصد الباب

بعد ان فقد الامل

اذا هو الوداع

وفي امان الله

همسة السطر الاخير ...لا حاجة للكلمات ان تحضر فهو الوداع ياصديقي
من بوح الخيال ليس الا

يعطيك العافية ~

شكررررررررررررا على الموضوع الرائع