الإيمانَ لِوحدِهِ دونَ عملٍ لايدخل الجّنةَ أبدًا , اسباب تدخلك الجنة الإيمانَ لِوحدِهِ دونَ عملٍ لايدخل الجّنةَ أبدًا , اسباب تدخلك الجنة
صحيح أنَّ الإيمانَ شرطٌ لِدخولِ الجّنة ، ولكّن الإيمانَ لِوحدِهِ دونَ عملٍ لايدخل الجّنةَ أبدًا ، فكما أنّ العملَ يحتاج إلى إيمانٍ مقْترِنٍ به ، كذلك فإنَّ الإيمانَ يحتاج إلى عملٍ مقْترِنٍ به ، فالعمل يتكامل مع الإيمان في إنتاجِ الهدفِ الذي يسعى المؤمن لِلوصولِ إليه ..
.. وبعد الدخولِ إلى الجّنةِ ، أي بعد أن يؤتى كلُّ واحدٍ من أهلِ الجّنةِ كتابه بِيمينِهِ ويبّشر بدخولِهِ الجّنة ، وبأنه سيأكل ويشرب بما أسلف في الأيام الخالية .. بعد ذلك ..فإنَّ ميراثَ الجّنةِ ، والتمّتع بنعيمِهِا ، ليس إلاّ نتيجة عملٍ صالحٍ يقوم به الإنسان في حياتِهِ الدنيا ..
.. إذًا دخول أهلِ الجّنةِ إلى الجّنةِ ، هو نتيجُة عملِهِم في حياتِهِم الدنيا .. ورحمُة اللهِ تعالى تتجلَّى في النعيمِ الذي سيلقاه أهل الجّنةِ في الجّنة .. فلو كان نعيم الجّنةِ موافقاً لِحجمِ العمل ، لكانَ هذا النعيم أقلَّ بكثيرٍ مِما هو عليه ..... ولو احتاج الإنسان إلى القيامِ بعملٍ موازٍ لِنعيمِ الجّنةِ ، لتوجّب عليه القيام أضعافِ ما عمِلََُه .. في هذه النقطةِ مكْمن رحمةِ اللهِ تعالى ...
.. هذه الحقيقُة يبينها اللهُ تعالى في سورةِ النبأ ، فحين تصويرِ ما يلقاه أهُل جهنم فيها يصف اللهُ تعالى ذلك بأنه" جزاء وفاقا" النبأ : 26 .. أي جزاءً موافقاً لِعملِهِم الذي عمُِلوه ..
وحين تصويرِ ما سيلقاه أهل الجّنةِ في الجّنةِ ، يصف اللهُ تعالى ذلك بأنه :"جزاء من ربك عطاء حسابا"النبأ : 36 .. فنعيم الجّنةِ إضافة إلى أنه جزاءٌ على العمل ، هو عطاءٌ من اللهِ تعالى يكفي كلَّ ما يتمناه الإنسان في الجّنة .. فهاتان الآيتان في سورةِ النبأ تبينان أنَّ العملَ أساس الجزاء ، وأنّ ذلك ليس ظُلْماً من اللهِ تعالى لأي أحد ..
.. والقول بأنَّ الإنسانَ يحتاج – إضافةً للإيمانِ – لِعملٍ لا يوازي نعيم الجّنةِ لِدخولِ الجّنة ، لا يعني أبدًا تقزيم قِيمةِ العملِ المطلوبِ لدخولِ الجّنةِ ... فالجّنُة ثمنها غالٍ ، ودخوُلها يحتاج إلى جهادٍ وصبرٍ على البأساءِ والضراء .....